تعودت ان تجلس على اريكتها المفضلة بعد ان تصنع لنفسها فنجانها من القهوة بدون سكر .. لكم اعتادت ذلك المذاق و عشقت مرارته التى تذكرها بمرارة سكنت قلبها من زمن .. لم تغير عاداتها منذ اعوام فقد ادمنت استعادة شريط حياتها يوميا .. حين عرفته اول مرة .. حين صرح لها بحبه .. حين دق قلبها عندما رأته .. و حين تزوجته .. و حين صفعها الصفعة الأولى .. تنهدت بمرارة حين تذكرت عشاءهما الأخير فى عيد زواجهما .. كيف غلف الكذب كلماتهما .. و كيف بذلا معا الكثير من المجهود لإضفاء المذاق لحديثهما الذى انقطع منذ سنوات .. تذكرت كيف تدربت كثيرا امام المرآة على رسم تلك الإبتسامة المصطنعة .. و كيف اهدى لها هديتها بلا إحساس .. لكم تمنت ان تكون هديته وردة مع قبله يمنحها لها بحب .. و لكنها للأسف لم تكن سوى هدية باردة لم تحمل يوما حرارة العشق .. تعجبت كثيرا كيف تغير هذا الرجل كيف تغيرت ملامحه و كيف تغيرت تلك الرعشه التى تتملك جسده حين ينظر إليها .. ربما هو الزمن الذى اعتاد ان يضفى مذاقه المر على الأشياء كهذا الفنجان من القهوة .. ام ربما هى احلامنا التى تبالغ كثيرا فى الإبحار فى عالم الخيال و تقدمه لنا مغلفا بالفرح و واعدا بالحب الأبدى .. دق جرس الهاتف فإذا هى صديقتها تنبهها من افكارها التى كادت تقتلها تسألها ماذا تفعلين فترد عليها بصمت قصير و جملة مقتضبة .. "لا شىء .. فقط اتناول فنجانا من الذكرى !!"
3 التعليقات:
السطور مرة بمرارة مذاق القهوة
ومدهشة مشاعر المرأة المختلطة بمرارة فنجان الذكري
تحفة فعلا
ما هذا
كم تحمل الحروف كل المرارة الممكنة
تشبيهات رائعة
تحية من القلب
كل عام وانتم بخير
كلمات جميله خطها قلمك
واسلوب سلس وبسيط
كل عام وانتم بخير:)
إرسال تعليق